بياكو
نقاط : 50 عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 02/04/2011 السٌّمعَة : 3
| موضوع: بهيمة تعرف الطريق !! الخميس أبريل 07, 2011 1:21 am | |
|
بهية تعرف الطريق
" لو ينظر الحاكم في المرآة لمات وعنده عذر إذا لم يستطع تحمل المأساه!
" أحمد مطر
- ألك بي حاجة تقولها وتفر من أمامك في استحياء ، تطاردها ، تفرد جناحيك للريح ، تشعر بانطلاقتك ، وأنت تراها عروسك ، التي يجوز لك امتطاؤها في كل وقت ، تطاردها عبر الطرقات والأزقة ، عبر الحواري والشوارع التي كانت تحمل اسمك ، زاد الدلال يا بهية ، بلغ الأمر مبلغه - توقفي تصرخ بها بأعلى صوت تملكه ، فيخرج متحشرجاً ، ضعيفاً ، ترى أن جانبي الطريق خليا من المهرجين ، لا يصفق أحد لك ، لم تعد ترى من يطبل ويلحن صوتك العذب ، لأن الصوت غير الصوت ، أو أن الشعور بات يختلف .. تركض ، لكن خطواتك تصبح أبطأ ، حركتك ثقيلة ، والناس ، الذين لم يعرفوا عبر حياتهم الا وجهك ، يخرجون عبر شرفاتهم ، يحملون مرايا كبيرة ، يسلطونها عبر الشرفات ، فلم تعد ترى الا نفسك . الصورة تختلف عما ألفته في حياتك ، تصرخ ، تتمنى أن يحطمهم صوتك ، فيجاوبك الصمت المطبق تختبئ بهية عبر منزلها الصغير ، تفر من القصر ، والخدم والجواري الحسان ، تفر من جناحها الملكي ، وعيشتها البهية ، لتعيش بهية في منزلها الطيني الذي يشبه كل منزل يسكنه سواك تغلق بابها خلفها ، وتتبعها أنت ، أمام المنزل ، وحيث وجدت نفسك في موقف لا تحسد عليه ، حيث لم يعد من سبيل لابداء الندم على ما فات ، ترى نفسك ثقيلاً ، مترهلاً ، كرشك تمتد أمامك ولهاثك وعرقك يختلطان ، مكبلاً بسلاسل حديدية ، تمنعك من من دخول منزلها ، تمنعك حتى من التراجع تفتح بهية الباب ، شالها على رأسها يخفي شعرها ولا يخفي حسنها . تنظر لك نظرة خاوية ، لم تعد تعنيها يا أنت ، تصرخ ، تهدد باقتحام بيتها ، باستباحة أرضها وعرضها ، من خلفها يطل عليك الصغار ، الذي أنجبتهم بهية رغمك ، ينقضون عليك ، يكبلونك أكثر ، يمزقون السلاسل بأسنانهم ، تصرخ بأعلى ما تملك أنقذيني يا بهية تستدير بهية ، تعطي لك ظهرها ، تخرج الى شوارع حملت حريتها ، والى سماءٍ حملت رياح بهية الى فضاءاتٍ أخرى .
| |
|