بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام
أما بعد :
فإن طريق العلم الشرعي طريق شاق لا يستطيعه كل أحد ولا يستمر فيه إلا من أراد الله به خيرا كما قال عليه الصلاة والسلام (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) وقد سلكه بعض المتعالمين فطال بهم وشق عليهم فسلكوا طريقا مختصرة جدا ظنا منهم أنهم على الجادة المطروقة من قبل السلف الصالح فتكلموا في مسائل كان يحسن بهم أن يتركوا الخوض فيها ويقبلوا على ما ينفعهم من مسائل هم في أمس الحاجة إلى التفقه فيها كأحكام سجود السهو والتي لو اعترض لأحدهم سهوا في الصلاة لأصبح يقلب كفيه ويقرع سن الندم ويبحث عن رقم أحد المشايخ ليستفتيه فيها ويخرجه من تلك الورطة
ثم لا يرعوي بعد ذلك ويعرف قدره بل تراه يعاند ويكابر ويتشدق بالكلام والأقوال التي لا يميز بين قويها وضعيفها وليس عنده كما يقال أبجديات العلم ليتعامل مع تلك المسائل عندها تذكرت قول القائل : إذا أردت الشهرة فعليك بإحدى ثلاثة طرق أولها : الخطابة ، وثانيها : تفسير الأحلام ، وثالثها : الرقيه. بغير علم ولا دراية بهذه الأمور على عظم شئنها ونفعها للناس ولكن أقصد من لا يحسنها
وأقول لو زاد طرقا للشهرة هي أسرع من تلك الطرق وأكثر صخبا إعلاميا مثل / مسألة قيادة المرأة للسيارة ومسألة الأخذ من اللحية ونظائرها التي زاد الكلام فيها من قبل الجهال .
وصدق الله( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )
ورحم الله القائل العلم نقطة كثرها الجهال .